اخبار السودان

ناجون من “المثلث الحدودي” يروون تفاصيل مروعة عن فرارهم من بطش الجنجويد

ناجون من “المثلث الحدودي” يروون تفاصيل مروعة عن فرارهم من بطش الجنجويد
في شهادة مروعة تعكس حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في المناطق الحدودية، روى أحد الناجين من منطقة “المثلث الحدودي” تفاصيل اللحظات الأولى لاجتياح المليشيات المعروفة بـ”الجنجويد” للمنطقة، وما أعقب ذلك من مشاهد فوضى ورعب ومعاناة إنسانية حادة.
بحسب شهادته، فقد تفاجأ السكان صباح اليوم الذي دخلت فيه قوات الجنجويد إلى المنطقة بانسحاب كامل للقوات الأمنية التي كانت تتمركز هناك، والتي تتألف من مجموعة صغيرة من الجيش السوداني وعدد كبير من قوات الحركات المسلحة المشتركة، دون سابق إنذار، تاركين خلفهم المدنيين العزّل يواجهون مصيرهم.
وقال الناجي: “لم نتمكن من الهروب لضيق الوقت، ووجدنا أنفسنا وجهاً لوجه أمام المليشيات التي تعاملت معنا بعنف مفرط. أجبرونا على تسليم هواتفنا وأموالنا، واعتدوا بالضرب الوحشي على أصحاب المحال التجارية، ونهبوا كل ما يملكون”.
وأضاف أن أحد التجار، وهو من أبناء ولاية الجزيرة، تعرض للتعذيب الوحشي بعد أن تم التعرف عليه من قبل خلايا نائمة داخل المنطقة، واتُهم بالانتماء لمجموعة “كيكل”، مؤكداً أنهم كانوا على وشك تصفيته لولا تدخل العناية الإلهية.
وتحدث عن موجة نزوح جماعية شهدتها المنطقة عقب الاجتياح، حيث فرّ قرابة عشرة آلاف شخص من عمال مناجم الذهب والتجار والسكان المحليين سيراً على الأقدام نحو المعسكر المصري القريب، الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً عن “المثلث”.
وتابع الناجي: “الرحلة كانت مأساوية، عدد كبير من الناس قضوا عطشاً وجوعاً في الطريق بسبب نقص الماء والطعام”.
لكن معاناة النازحين لم تنتهِ بوصولهم إلى المعسكر المصري؛ حيث وجدوا واقعاً إنسانياً أكثر قسوة، تمثل في انعدام مياه الشرب بشكل كامل، مما اضطر إدارة المعسكر لتخصيص كوب ماء واحد لكل شخص يومياً، وهو ما أدى إلى وفاة عدد آخر بسبب العطش داخل المعسكر نفسه.
وأفاد المصدر بأن إدارة المعسكر المصري حاولت لاحقاً إنقاذ الوضع، فقامت بتوفير عربات نقلت الناجين إلى أسوان، ومن ثم إلى معبر “أرقين” الحدودي.
وختم الناجي حديثه محذراً من أن القوات التي اجتاحت “المثلث” لم تكن مليشيا عادية، بل جاءت من داخل الأراضي الليبية، بمشاركة قوات تتبع للواء خليفة حفتر، وكانت مجهزة بعتاد عسكري كثيف وآليات قتالية حديثة، ما يشير إلى أن هدفها يتجاوز “المثلث” ويهدد مناطق أوسع، مما يستدعي استعداداً فورياً واستجابة أمنية عاجلة.
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.