اخبار السودان

تدخل البرهان الحاسم.. وحكومة كامل إدريس إلى أين؟

تدخل البرهان الحاسم.. وحكومة كامل إدريس إلى أين؟
بقلم: عبد الماجد عبد الحميد
في تطور لافت، أقدم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، على التدخل المباشر لحسم واحدة من أعقد ملفات المشهد السياسي السوداني الراهن، ألا وهي مسألة مشاركة الحركات المسلحة في الحكومة المرتقبة برئاسة الدكتور كامل إدريس، حيث قرر الإبقاء على المواقع الوزارية لتلك الحركات كما وردت في اتفاق جوبا للسلام.
هذا التدخل لم يكن مجرد إجراء إداري عابر، بل خطوة استراتيجية نزع بها البرهان فتيل توتر تصاعد في الأيام الماضية، وهدد بتقويض الروح الوطنية التي ولّدتها معارك “حرب الكرامة”، والتي جمعت كافة مكونات القوات المسلحة، بما في ذلك القوات المشتركة التي يدرك البرهان تماماً أهمية أدوارها في مواجهة تمرد الميليشيات في مختلف جبهات القتال.
ما فعله البرهان يفتح الباب واسعاً أمام تدخلات ضرورية أخرى، وعلى رأسها حسم ملف تشكيل الحكومة بكاملها. إذ أثبتت التجربة القصيرة الماضية أن الدكتور كامل إدريس لا يمتلك الدراية الكافية بتعقيدات الساحة السياسية السودانية، ناهيك عن أن الفريق الذي يحيط به – أغلبه من أصحاب الأطروحات النظرية – لا يفرّق بين آليات إدارة الحكومات وإدارة المنظمات. والنتيجة كانت فوضى في الرؤية، وارتباك في الأداء، بلغة الشارع: “سولفة ونقاش في لا شيء”.
ومن أبرز ملامح التقدم في ملف التشكيل، تعيين وزيري الدفاع والداخلية بعد مشاورات ناجحة مع مؤسسات الجيش والشرطة، وتدخل البرهان مجدداً لحسم وزارات اتفاق جوبا. كما أشارت التسريبات إلى إمكانية عودة الدكتور محيي الدين وزير الطاقة الأسبق، والدكتور هيثم وزير الصحة، إلى منصبيهما بعد تلقيهما إشادات مباشرة من البرهان وبعض أعضاء مجلس السيادة.
أما على صعيد وزارة الخارجية، فقد أورد الزميل الأستاذ أسامة عبد الماجد، رئيس تحرير صحيفة الشعب والمعروف باتصاله العميق بكواليس الدبلوماسية السودانية، أن هناك توافقاً تم بشأن تعيين السفير بدرالدين، وكيل وزارة الخارجية الأسبق، وزيراً للخارجية في الحكومة الجديدة.
أما الملف الأكثر إثارة في الوسط الإعلامي، فهو حقيبة وزارة الثقافة والإعلام، حيث يواجه الدكتور كامل إدريس ضغوطاً متزايدة لحسم قراره. إذ يميل كامل إلى تجديد الثقة في الوزير الإعيسر، بينما يحاول بعض الإعلاميين – بدافع الغيرة والمنافسة – إقناعه عبر رسائل “الواتساب” بالتخلي عنه لصالح مرشحين آخرين.
في المحصلة، لم تعد حكومة الكفاءات سوى ذكرى عابرة. وما لم يتحرك مجلس السيادة لدعم كامل إدريس وتمكينه من الجلوس على كرسي رئاسة الوزراء بشكل فعلي، فإن مشروع الحكومة سيظل عالقاً في المجهول.
اللهم نصراً من عندك وفتحاً قريباً.
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.