القاهرة – أخبار السودان
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة لموقع وادي النيل عن لقاء سري رفيع المستوى جمع بين رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد “الجيش الوطني الليبي” المشير خليفة حفتر، وذلك في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وجاء اللقاء عقب وصول البرهان إلى القاهرة قادمًا من إسبانيا، حيث استقبله السيسي رسميًا في قصر العلمين الرئاسي. ولم تصدر أي بيانات رسمية من الأطراف الثلاثة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وسط صمت مصري رسمي حول تفاصيل الاجتماع المغلق.
ملفات ساخنة على طاولة البرهان وحفتر
وبحسب المعلومات المسربة، ناقش اللقاء التطورات الأمنية المتسارعة في السودان وليبيا، وسبل تعزيز التنسيق المشترك لمواجهة التهديدات الإقليمية المتصاعدة، لا سيما في ما يتعلق بانتشار المليشيات المسلحة العابرة للحدود، وعلى رأسها قوات الدعم السريع التي تنشط في غرب السودان والمناطق الحدودية القريبة من الأراضي الليبية.
وركز الاجتماع على ملف الدعم اللوجستي والعسكري، وتأمين الحدود المشتركة، إضافة إلى التفاهمات المحتملة بشأن تقاطعات النفوذ الإقليمي والدولي في المنطقة، وسط تنامي القلق من تداعيات النزاع السوداني المستمر منذ أكثر من عامين.
دور مصري متصاعد في الأزمة السودانية
ويأتي اللقاء الثلاثي في سياق تحركات مصرية دبلوماسية وأمنية مكثفة تهدف إلى احتواء تداعيات الحرب السودانية التي تهدد بزعزعة استقرار الإقليم بأسره، وسط تحذيرات من تحول السودان إلى بؤرة صراع مزمن على غرار السيناريو الليبي.
وتسعى مصر – وفق مراقبين – إلى إعادة ضبط التوازنات الإقليمية، لا سيما في ظل تزايد النشاط العسكري لمليشيا الدعم السريع، والتي تُتهم بتلقي دعم خارجي، ما يهدد الأمن القومي لدول الجوار، خصوصًا ليبيا وتشاد ومصر.
مؤشرات لمرحلة جديدة؟
ويرى مراقبون أن هذا اللقاء قد يكون مقدمة لتحالف إقليمي جديد يسعى للحد من نفوذ الفواعل غير الدولتية في المنطقة، وتعزيز التنسيق الأمني بين السودان وليبيا ومصر في مواجهة الأخطار المشتركة.
لكن في ظل غياب البيانات الرسمية، تبقى الأسئلة مفتوحة حول طبيعة التفاهمات التي خرج بها اللقاء، وإلى أي مدى يمكن أن تُترجم هذه التحركات الإقليمية إلى واقع ميداني يُسرّع من إنهاء النزاع السوداني أو احتوائه على الأقل.