اخبار السودان

الإمارات والمليشيا.. تواطؤ بالأدلة ووثائق تكشف المستور

الإمارات والمليشيا.. تواطؤ بالأدلة ووثائق تكشف المستور
متابعة : اخبار السودان
في تقريرٍ استقصائي مثير للجدل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم مليشيا “قوات الدعم السريع” بالسودان، عبر شبكات معقدة من الإمداد والتمويل، متجاوزةً بذلك القوانين الدولية واتفاقيات السلام، بحسب وصف التقرير.
التقرير الذي فضح المستور
أعدّ التقرير الصحفيان “ديكلان والش” و”سايمون ماركس”، بعد تحقيقات موسعة أجرياها في السودان وتشاد والإمارات، مستندين إلى وثائق استخباراتية مسرّبة وصور أقمار اصطناعية وشهادات مسؤولين غربيين وأفريقيين، لتؤكد كلها أن أبوظبي تورطت في دعم المليشيات عبر شحنات ضخمة من الأسلحة والمعدات الحربية، تحت غطاء “المساعدات الإنسانية”.
إمدادات عسكرية من وراء الستار
أظهرت الوثائق أن الإمارات شرعت منذ عام 2023 في نقل أسلحة متطورة ومسيّرات وطائرات استطلاع إلى قوات الدعم السريع عبر الأراضي التشادية، بالتنسيق مع شخصيات نافذة هناك، أبرزها محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس التشادي.
ولفت التقرير إلى أن هذه الشحنات لم تمر عبر القنوات الرسمية، وإنما جرى تهريبها عبر مسارات سرية، أُعدت بعناية لتفادي الرصد الدولي، وهو ما اعتبره مراقبون “انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني”.
رصد مكالمات بين حميدتي وقادة إماراتيين
أوردت الصحيفة أن وكالات استخبارات غربية رصدت مكالمات هاتفية مستمرة بين الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” وقادة إماراتيين، من بينهم مسؤولون رفيعو المستوى في دائرة القرار بأبوظبي، وذلك قبل اندلاع الحرب السودانية وبعدها.
وأكدت تلك المكالمات، بحسب التقرير، وجود تنسيق مباشر بين الطرفين حول إمدادات السلاح وتوزيعه داخل الأراضي السودانية.
دور بن زايد في تأجيج الحرب
وحمّل التقرير مسؤولية مباشرة للشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس دولة الإمارات، في رسم خطوط الدعم السياسي والمالي للمليشيا، متحدثاً عن دور “محوري وسري” قام به الرجل في تغذية الصراع بالسودان، من خلال اجتماعات غير معلنة مع حميدتي وممثليه.
النفوذ في إفريقيا والرهان على المليشيا
التقرير أشار إلى أن الإمارات ترى في السودان بوابة استراتيجية لمد نفوذها في إفريقيا، وأن دعمها لقوات الدعم السريع يأتي ضمن سياسة أوسع تهدف للهيمنة على الموانئ ومناطق التعدين والممرات التجارية الحيوية في المنطقة.
وأوضح أن هذا الدعم لم يكن وليد لحظة، بل امتد لسنوات، وتحديدًا منذ عام 2015، عندما بدأت أبوظبي في تمويل وتسليح مجموعات مسلحة في إقليم دارفور، كما دعمت اتفاقيات مريبة أدت إلى تفكيك المنظومة العسكرية الرسمية في البلاد.
خاتمة: تورطٌ لا غبار عليه
ما خلص إليه تقرير نيويورك تايمز لا يترك مجالًا للشك – بحسب المراقبين – بأن الإمارات شاركت بشكل فاعل في تأجيج الأزمة السودانية، عبر تسليح طرف دون الآخر، وتقديم الدعم اللوجستي لمليشيا متهمة بارتكاب جرائم ضد المدنيين.
وهو ما يدفع لتساؤلات حقيقية حول مصداقية الأدوار “الإنسانية” التي تعلنها أبوظبي، في وقت تشير فيه أصابع الاتهام إلى مشاركتها الفعلية في تمزيق السودان، لا إنقاذه.
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.